📜 القصة المصوَّرة (سيناريو أسلوبي شعري عربي):
المشهد الأوَّل: عتمة النهر – هدوءٌ قبل الغزو
اللقطة البانورامية (دعم الصورة turn0image0):
يمتدُّ النهرُ برمالٍ حنطيةٍ تتلوَّن بلون الغسق، وأمواجٌ هادئةٌ تتلاشى على ضفافٍ موحشة. قاربٌ صغيرٌ متهالكٌ يرتعشُ فوق الماء، ووديانٌ جافةٌ تحيط به من كل جانب.
التعليق الصوتي (VO) بنبرةٍ خافتةٍ مرهفة):
«هناك، حيث يتلاشى الأمل، يقف رجلٌ وحيدٌ، محاطٌ بصمتٍ أثقل من أي صيحة. أندي… أبٌ يحاول أن يدفن الخوف في صدره، قبل أن يدفن العالمُ كله.»
المشهد الثاني: اختناقٌ أسريٌّ – تحطم العائلة
اللقطة الدقيقة (دعم الصورة turn0image1):
داخل القارب، يئنُّ «أندي» (مارتن فريمان) وكلُّ رُبَعةِ صدرهٍ ترتجفٌ من الألم. إلى جانبه زوجته «كاي»، تُقاسي رعبَ تحولٍ لا مفرَّ منه. في لحظةٍ قاسيةٍ، تنقضُّ عليها وحوشُ الطاعون، وتغرزُ أنيابها في قلبِها الصامت، بينما «روز» الرضيعةُ تبكي بين ذراعي أندي.
حوارٌ قصير (همساتٌ مُنهكة):
كاي (بصوتٍ خافتٍ مرعوب): «أندي… إنه… لنرحم الأطفالَ يا…»
أندي (مزقته الدموعُ بعينٍ دامعة): «لا… لا… لا تتركيني… لا…»التعليق الصوتي (VO) بصوتٍ متهدِّجٍ):
«عصرٌ جديدٌ من الرعب… يحولُ الزوجاتِ إلى جحافلٍ لا ترحم. ويتركُ الآباءَ وحيدين، محاصرين بين رنينِ ذكرياتٍ وصرخةِ موتٍ آتٍ لا محالة.»
المشهد الثالث: التحوّل المرعب – سيناريو 48 ساعة
اللقطة المقربة:
«أندي» يكادُ يفقدُ وعيه في قاربٍ تائهٍ، تلتفُّ حوله أنفاسُ الخطرِ. يتحسسُ جرحَ اللدغةِ في عنقه بيدٍ ترتجف، ويحدِّق في ساعةٍ يدويةٍ قديمةٍ، عقاربُها تتحرك ببطءٍ قاتل.
حوارٌ داخلي (VO بنبرةٍ مهيبةٍ):
«أربعٌ وثمانون ساعة… أربعٌ وثمانون ساعةٍ فقط قبل أن يموتَ ضميره، ويُصبحَ منْ أشباهِ الموتى. كلُ دقيقةٍ تقتربُ به من حافةٍ لا عودةَ منها، فلا مأوى من الانتظار.»
المشهد الرابع: بداية الرحلة – معركة من أجل الحلم
اللقطة العريضة (دعم الصورة turn0image5):
يتركُ «أندي» قاربَهُ يجرُّهُ بركبةٍ في الوحلِ البارد. حقيبةُ ظهرٍ صفراءَ على ظهرهِ، بها «روز»، رضيعتُهُ الصغيرةُ التي تلتفُّ بين بطانيّةٍ ورديةٍ. خلفَهُ يرينا الصحراءَ الرهيبةَ وأشجارَ الأكاسيا اليابسةِ الشفتٰا. الشمسُ الكالحةُ تلوِّنُ السماءَ بلونٍ دمويٍّ.
حوارٌ بين أندي و»روز» (همسٌ وأملٌ بين الألم):
أندي (بصوتٍ متألمٍ وحازم): «روز… لن أدعَ الكونَ ينال منك. ستغربين في مكانٍ لا يعرفُ الخوف. أعدكِ… أعدكِ أيها الدفءُ الصغير.»
التعليق الصوتي (VO):
«لم يعدْ لهذا الرجلِ من هدفٍ سوى حمايته، رغم تحولِه المؤلم… سيقاتلُ بشظايا إرادته، ليحملَ من لا يطالبُ إلا بالسلام.»
المشهد الخامس: لقاء تُومي – أملٌ بين الطفيليين
اللقطة الداخلية والخارجية (دعم الصورة turn0image7):
عندما تَسقطُ الشمسُ خلفَ التلال، يرى «أندي» فتاةً صغيرةً من السكان الأصليين، تُومي (سيمون لاندرز)، تجلسُ بجانبِ جثةٍ مركونةٍ بالقرب من نهرٍ جاف. بقايا الدمِ تُلطِّخُ وجهَها الصغيرَ، وعيناها تحملان ذاكرتَها المؤلمة.
حوارٌ أولي (نبرةٌ حذرةٌ متباينة، بين الغربة والتعاطف):
تُومي (تنظر بعينين حادّتين): «أبي… یادعوی… كلُّنا نحملُ اللعنةَ هنا… هل أنتَ من ستذهلُ الموتَ عن طفلةٍ بريئة؟»
أندي (يدنو بحذرٍ وحنانٍ): «أنا… اسمي أندي… وأنتِ؟»
تومي (بصمتٍ ثقيلٍ): «تومي. ومهمتي أن أعيدَ روحَ والديّ من جديد… لكن لا أحدَ ينزلُ من القبرِ بغير دمٍ ودموعٍ.»التعليق الصوتي (VO):
«قصةٌ من القصصِ القديمةِ تجدُ جذورها بين الجفافِ والخوفِ. طفلانِ يبحثانِ عن خلاصٍ يُلوِّحُ في الأفقِ البعيد.»
المشهد السادس: محطِّاتٌ من الخطر – قناصٌ في الأدغال
اللقطة المقربة والمتحركة:
في إحدى البقعِ الموحلةِ، يسمعُ «أندي» همساتٍ مألوفةٍ. يرفعُ بندقيَّتهُ القديمةَ، ويطلقُ نظرةً حذرةً باتجاه الأدغال. عيناهُ تلمعان، حيث يختبئُ زومبيُّ متربصٌ بابتسامٍ هرمى.
حوارٌ بين أندي وتومي (همسٌ عالي الحدة):
تومي (تصرخ فجأةً): «هناك! إنه يأتي!»
أندي (يهدئها بأمرٍ هادئٍ ولكنه محسوب): «خبِّئي روز… لا تتحركي… لكن أعدِّي قلبكِ للمقاومة.»التعليق الصوتي (VO):
«كلُّ ظلٍ يختبئُ وراءه خيطُ الموت. والليلُ هنا لا يرحمُ الضعفاء… لكن في قلبِ الظلمةِ تجدُ الأرواحُ فرصةً لتضيءَ دربَ الحياة.»
المشهد السابع: جسرٌ متهاوٍ – اختبارٌ للثقة
اللقطة العريضة والديناميكية:
يصلُ «أندي» وتومي إلى جسرٍ صدئٍ فوق وادٍ عميق. الخشبُ تآكلَ تحت وطأةِ الأمطارِ، والمياهُ المتدفقة تعزفُ سيمفونيةَ الرعب. حديدٌ ملتفٌّ حولَ أظافرهِ، وصوتُ الخشبِ يئنُّ تحت الوزنِ.
حوارٌ متوتر (تومي تنظر في أعين أندي بثقة مضطربة):
تومي: «هل تثقُ بي، يا أندي؟»
أندي: «أنا لا أثق إلا في قلبٍ لا يخشى العاصفة. ولكن… سأخاطرُ بحياتي إذا أخبرتْني الحقيقةَ.»
تومي (بصوتٍ صغيرٍ متهدج): «حقيقةُ والديّ… أنهم لم يصبحوا ما هم عليهِ بإرادتِهم. هناك من ينسجُ من وراءِ الكواليس… مؤامرةٌ أكبرُ من هذا الوباء.»التعليق الصوتي (VO):
«بين الموتِ والحياةِ، بين الثقةِ والخيانةِ… يتراءى للقلوبِ أنّ الحريةَ في معرفةِ الحقيقةِ وحدها كافيةٌ للنجاة.»
المشهد الثامن: لحظة التحول – القبلة الأخيرة
اللقطة المقربة والدرامية (دعم الصورة turn0image2):
تحتَ ضوءِ القمرِ الخافت، يطرقُ «أندي» صدرَهُ بيديْه مرتعشتَيْن. الدماءُ تسيلُ من جرحِ اللدغة، والعدوى تنبض في عروقه. يُمسكُ بتومي من كتفيها، وينظرُ إليها بنظرةٍ أخيرةٍ لا يرغبُ أن يكون فيها وداعٌ حقيقي.
حوارٌ مكثف (نبرةُ الألمِ والرحمةِ تختلط):
أندي (بصوتٍ متهدجٍ وحزين): «تومي… اذهبي. أعيدي روز إلى القبيلةِ… واخبريهم أنني سأضحي… لأجلِ أن تعيشا أنتما.»
تومي (والدموعُ تملأ عينيها): «لا… لا! ليس بيدٍ بأكثر مني لومٌ على هذا الفقد… ربّما… ربّما هناك دواءٌ…»
أندي (بابتسامةٍ ممزوجةٍ بالحزن): «الوقتُ لم يعد لنا. فقط… احميهما… كأنها روحي التي نبضتُ بها يومًا.»التعليق الصوتي (VO بنبرةٍ مهيبةٍ مأساوية):
«القبلةُ الأخيرةُ ليست وداعًا، بل عهدٌ بأن يظلَّ الحبُّ أخيرَ سلاحٍ في وجهِ الكآبة. حين يمزقُ الموتُ أغشيَةَ الواقع، يبقى الوعدُ أن تُزرَعَ البذورُ في قلوبٍ جديدة.»
المشهد التاسع: طفلتانٍ تحت الراية – شمسُ فجرٍ جديد
اللقطة النهائية العريضة (دعم الصورة turn0image8):
تومي، ترتدي «روز» على ظهرها، تسيرُ باتجاه ضوءِ الفجرِ المشتعل. خلفهما، أطلالُ العالمِ القديمِ تتحولُ إلى رمادٍ باهتٍ. الأفقُ يكتسي بلونٍ ذهبيٍّ مع تواليِ أصواتِ الطيور.
التعليق الصوتي (VO بنبرةٍ شاعريةٍ مفعمةٍ بالأمل):
«بين الحطامِ والنسيان، يولدُ الغدُ من دموعِ الطيورِ. هذه الفتاتانِ، بمسيرتهما الحافلةِ بالتحررِ والألم، تحملانِ رايةَ الأملِ في قلوبٍ لن تعرفَ الصمتَ أبدًا.»